Home / Languages / Arabic / هل يجوز للمسلم أن…؟ – Arabic Translation of “Can A Muslim Ever?”

هل يجوز للمسلم أن…؟ – Arabic Translation of “Can A Muslim Ever?”

هل يجوز للمسلم أن؟

عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ:‏‏‏‏ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:‏‏‏‏ اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي،‏‏‏‏ اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي، ‏‏‏‏‏‏لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، ‏‏‏‏‏‏وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، ‏‏‏‏‏‏وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، ‏‏‏‏‏‏وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللهَ، ‏‏‏‏‏‏وَمَنْ آذَى اللهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ.  (سنن الترمذي: 3862)

نردّ في غضب شديد على الأخبار التي تفيد بأن خالد السيد، العضو البارز في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في الكاب الغربية، قد سبّ الصحابة الكرام لرسول الله صلى الله عليه وسلم. في تسجيل، وصف -بكل وقاحة- سيدنا أبا بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان رضي الله عنهم بأنهم منافقون ويتهمهم باغتصاب خلافة سيدنا علي رضي الله عنه. (عياذا بالله)

إننا ندين هذه الانتهاكات بأشد العبارات الممكنة. وأما مجرد الاعتقاد بجواز ذمِّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه مخرج للعبد من الإسلام. إن انتهاك حرمة سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر رضي الله عنهما كفر بالتأكيد وفقًا لأهل السنة والجماعة

لقد ضمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه الجنة لهؤلاء الصحابة الكرام. فمن يستطيع إذن أن يحرمهم من هذا الشرف العظيم؟

عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اختار الصحابة رضي الله عنهم سيدنا أبا بكر رضي الله عنه خليفة. وكان هذا القرار وفق أمر ورغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم

اختار رسول الله عليه وسلم سيدنا أبا بكر رضي الله عنه أميرًا للحج في غيابه. كما أعطاه رسول الله عليه وسلم علَم الجيش في غزوة تبوك، وكان فيه إشارة إلى أن الشؤون العسكرية سيتولى أمرها سيدنا أبو بكر رضي الله عنه عما قريب

أتت امرأة ذات مرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وطلب منها رسول الله عليه وسلم العودة في وقت لاحق. وسألت: وماذا لو لم أجدك هنا؟ (أي ماذا لو توفيت حينها؟). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا لم تجديني فاذهبي إلى أبي بكر!

خلال مرضه الأخير، اختار رسول الله عليه وسلم سيدنا أبا بكر رضي الله عنه ليؤم المسلمين أثناء مرضه في المسجد النبوي

ومما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيامه الأخيرة أنه قال: “ويأبى الله والمؤمنون (ان يعيّنوا أحداً خليفة)  إلا أبا بكر” (رضي الله عنه)

إنّ وصف الصحابة رضي الله عنه بالمنافقين لهو هجوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه. وتحدَّ صريح للنبوة ذاتها. وإن ادّعاء الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع وصف أصحابه بهذا الوصف الشنيع ضحل وتافه وعديم الفائدة إذا كان مصحوبًا بالتهكم  بأصحابه الكرام.

يشهد التاريخ على حقيقة أن سيدنا أبا بكر رضي الله عنه كان أفضل زعيم يمكن أن يختاره المسلمون، وإن غيرته على الشريعة وحزمه حفِظَ الدينَّ في شكله الأصلي

كما تم قبول خلافة سيدنا عمر وسيدنا عثمان رضي الله عنهما بإجماع الصحابة من قِبَل جميع الصحابة- رضي الله عنهم

إن الادعاءات المغرضة ضد هؤلاء الصحابة الكرام لا تنتقص من مكانتهم السامية في أقل تقدير. فإن القرآن الكريم حافل بمدح الصحابة رضي الله عنهم. والله تعالى أثنى على إيمانهم وحسناتهم وجهادهم في سبيله مرارا وتكرارا

أعلن الله تعالى عن رضاه عنهم بنفسه. لذلك فإنه لشرف كبير لنا أن ندافع عنهم وحُقَّ علينا ذلك

إن الحطّ من شأن الصحابة النبلاء لهو من الصفات البارزة للشيعة، وانعكاس لما هم عليه في الواقع. ناهيك عن الحسبة النبيلة رضي الله عنهم، فإن إلقاء الإساءات غير المبرَّرة على أيّ شخص هو انعكاس لسوء خُلقه

إن التجاهل الصارخ الذي أظهره هذا البيان للمعتقدات الأساسية للمسلمين في هذا البلد وحول العالم أمر مروع. ومن يرض بهذا البيان أو يتعاطف معه يعلن خيانته للصحابة الكرام رضي الله عنهم

علاوة على ذلك، فإن هذه التصريحات دليل صريح لأولئك الذين يدعون إلى الوحدة مع الشيعة. لا يمكن للأمة المسلمة أن تتحد أبدًا مع أناس دخلاء يشوهون سمعة رموز الإسلام الذين يعظمهم المسلمون في قلوبهم. فإذا كان الصحابة الكرام لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسلموا من أذى الشيعة ومن سمِّهم، فكيف حال أولئك المنافقين معنا نحن الذين من يقوم إيماننا على أولئك الصحابة الكرام

زاد الله تعالى الصحابة رضي الله عنهم شرفا وعزا وغرس فينا الحب الحقيقي لهم. ووفقنا ألا نتهاون أبدًا في واجبنا في الدفاع عنهم. آمين

وختاما نشير إلى أنه لا يمكن قبول الاعتذار عن مثل هذه الادعات الباطلة في شأن الصحابة الكرام إلا إذا تاب المعتدي ومن استضافوه وأعلنوا ذلك بألسنتهم مع الاعتذار عما بدر منهم واعترافهم بفضل الصحابة بل ومدحهم  والترويج لذلك كما روَّجوا الفتنة من قبل، فذا أمر معلوم من الدين بالضرورة

كما أنه لا يكفي الاعتذار دون الاعتراف بمكانة الصحابة الشرعية بصفتهم خلفاء راشدين وفقًا لترتيب خلافتهم (أوّلاً أبو بكر رضي الله عنه ، وثانيًا عمر رضي الله عنه ، وثالثًا عثمان رضي الله عنه ، ثم علي رضي الله عنه)

محرم 1444/11 أغسطس 2022

 

 

DOWNLOAD