:فلذات أكبادنا أمانة عظمى
:قال الله جل وعلا في كتابه العظيم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . التحريم
و قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، كَمَثَلِ البَهِيمَةِ تُنْتَجُ البَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاء . راوه البخاري و مسلم
!إخوتي وأخواتي في العقيدة والدين لا في التراب والطين
لاريب أن الأولاد بالنسبة لنا – نحن المسلمين – من الله سبحانه وتعالى أمانة في أعناقنا عظيمة ، فيجب على كل منا – أبا و أما – أن تكون صيانة إيمانهم بالله ودينهم القيم هي من أول أولوياتنا و مسؤولياتنا للأولاد; لأننا في العصر الحاضر نشاهد أن البيئة المدرسية العصرية الحديثة على الأغلب – بدل أن تنفعهم لدينهم وإيمانهم – تعود عليهم بالضرر الجسيم ، فنرى باسم المدرسة ما يترك في نفوسهم و حياتهم و أخلاقهم من آثار سلبية لاتكاد تمحى بيسر و سهولة في قابل أيامهم
فعلى كل أب و أم من الآباء والأمهات أن يكون من أولوياتهم الحفاظ لأولادهم – بنين وبنات – على دينهم و شريعتهم و أخلاقهم ، فمن منا لايسأل عما يفعل ، و ما عليه من مسئوليته تجاه أولاده
و لاشك أن أدنى غفلة عن القيام بالواجب لفلذات أكبادنا يوقعنا في عواقب وخيمة خطيرة لا تحمد عقباها في الدنيا قبل الآخرة
و أما بالنسبة للرزق فإن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، و قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها
و خوف الفقر – أيها الإخوة والأخوات – أكبر وسيلة يستخدمه الشيطان لتضليل الناس عن الصراط السوي ، فيرتكب السيئات و المعاصي ، و ينحرف عن صراط الإيمان ، فقال عز من قائل : الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء و الله يعدكم مغفرة منه و فضلا والله واسع عليم . البقرة
فنوجه النداء المخلص إلى أولياء الأمر – أملا أن يحظى النداء بالقبول – لانتشال أبنائهم و بناتهم من هذا الفساد و الانحلال ، والحرص على نظم التعليم المنزلي ، و هذا الأمر ليس بالمستحيل
و زد على ذلك أنه لابد من ترسيخ العقائد الصحيحة و المبادئ الدينية و الآداب الإسلامية في القلوب و النفوس مع تجنيبهم أماكن الانحلال والاستهتار
و اللافت للانتباه أن أولياء الأمر يجب أن يحرصوا على الاهتمام بارسال أولادهم إلى الكتاتيب المحلية ؛ لأن الكتاتيب تمثل العمود الفقري للأولاد في التعليم الإسلامي و التربية الدينية ، إضافة إلى أنه يلزم أن يكون تعليم الأولاد لدى الأساتذة الموثوق بهم والمتقين وإلا فلا يعدو العلم المكتسب أن يكون مجردَ معلومات لا يخالطها روح ولا تأثير
ولا يتعللوا بأعذار كاذبة في عدم إلحاق أولادهم بالكتاتيب أو في إخراجهم منها
و مع الأسف الشديد أننا نعرّف أولادنا بضرورة العلوم العصرية لحياتهم ، و نغفل أن نعرفهم بضرورة العلوم التي تنفعم في الدنيا والآخرة كلتيهما
ومن عجيب الأمر أن أولياء الأمر الذين لا يرضون أصلا بترك أولادهم التعليم العصري يرضون بسهولة عن هجر أولادهم الكتاتيب
و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. (رواه البخاري)
و الله تعالى نسأل أن يجعلنا نهتم بحفظ هذه الأمانة التي ائتمننا عليها وأن يحفظ إيماننا وديننا وذرياتنا إلى يوم القيامة. آمين
١٤/ جمادى الآخرة/ ١٤٤٣ ھ – يناير ٢٠٢٢ م
For PDF, click here:
Arabic Article